الحديث القدسي ينسبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرب تبارك وتعالى فيقول فيه: "قال الله تعالى كذا"، فيما لم يكن من القرآن، بل ذهب بعض أهل العلم إلى أنه بلفظه من الله تعالى، وأما الحديث النبوي فلا يذكر فيه ذلك اللفظ. ثانياً: أن الحديث النبوي يشمل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وفالحديث النبوى قسمان: الحديث النبوي والحديث القدسي، فأما الحديث النبوي فثلاثة أنواع: قول، وفعل، وتقرير، فمثال الحديث القولي: قوله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه من حديث أبي هريرة.
ومثال الفعل حديث حمران مولى عثمان عند البخاري ومسلم: أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاث مرات ثم مضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، توضأ مثل وضوئي هذا..... إلى آخره.
ومثال التقرير ما رواه أبو داود والحاكم وأحمد عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا عمرو أصليت بأصحابك وأنت جنب؟! فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [النساء:29]، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقل شيئاً.
وإذا كان الحديث مرادفاً لكلمة "السنة" فيدخل فيه نوع رابع هو صفاته صلى الله عليه وسلم الخُلُقية والخَلْقية، مثل ما جاء في صحيح ابن حبان ومسند أحمد عن عائشة رضي الله عنها، وقد سئلت ما كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعمل في بيته فقالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم.
وأما الحديث القدسي أو الإلهي فهو ما أضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تبارك وتعالى، ومثاله ما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني...... إلى آخره.
سلم من فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية، ولا يدخل هذا في الحديث القدسي،