وراء هذه الباب الكثير والكثيرمن الحكايات والأسرار كانت السبب في شهرته، ورغم أن بوابات القاهرة تعرضت للإهمال سنين طويلة إلا أن تلك البوابات مازالت تحتفظ بسحرها وروعتها
ولكن من بين كل هذه الأبواب, سيظل باب زويلة أكثرها شهرة وأوثقها ارتباطا بأيام لها تاريخ
فمن هذا الباب التاريخي الشهير .. دخل المعز لدين الله, قبل ألف عام الى عاصمتها الجديدة التي أمر بتأسيسها (القاهرة), وهنا أيضا على باب زويلة شنق طومان باي سلطان مصر فمن بين كل أبواب القاهرة القديمة.. النصر, الفتوح, القراطين, سعادة, التوقين, الشعرية وغيرها من الأبواب التي بناها حكام مصر لترد عنهم كيد الاعداء, وليدق عليها الزائرون فتفتح لهم مصاريعها, واختلف علماء الآثار حول عدد تلك الابواب , ولم يتبق منها سوى عدد محدود للغاية لا يتعدى أصابع اليد الواحدة
فقد سمي بهذا الاسم نسبة الى قبيلة من البربر بشمال افريقيا, انضم جنودها الى جيش جوهر لفتح مصر..
ويطلق العامة على باب زويلة "بوابة المتولي".. ويكاد يجمع المؤرخون علي ان السبب في تلك التسمية يرجع الى متولى الحسبة الذى كان يجلس على هذه الباب حتى يحصل الضرائب على كل ما يدخل ويخرج من القاهرة وخصوصاً ان هذا الباب كان يواجه العواصم القديمة لمصر (القطائع- العسكر-الفسطاط)
وباب زويلة هو الباب الثالث الذي لا يزال يقاوم عوامل الزمن والاهمال بعد بابي النصر والفتوح, ويعتبر هذا الباب أجمل الأبواب الثلاثة وأروعها, وله برجان مقوسان عند القاعدة, وهما أشبه ببرجي باب الفتوح, ولكنهما أكثر استدارة, ويشغل باب زويلة مساحة مربعة, طول كل ضلع من أضلاعها (25 مترا) وممر باب زويلة مسقوف كله بقبة, وقد اختفت منه معظم العناصر الزخرفية..
وعندما بنى الملك المؤيد مسجده عام 818 هجرية, اختار مهندس الجامع برجي باب زويلة وأقام عليهما مئذنتي الجامع..
وقال المقريزى في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني: " كان باب زويلة عندما وضع القائد جوهر القاهرة بابين متلاصقين بجوار المسجد المعروف اليوم: بسام ابن نوح فلما قدم المعز إلى القاهرة دخل من أحدهما وهو الملاصق للمسجد الذي بقي منه إلى اليوم عقد ويعرف بباب القوس فتيامن الناس به وصاروا يكثرون الدخول والخروج منه وهجروا الباب المجاور له حتى جرى على الألسنة أن من مر به لا تقضى له حاجة وقد زال هذا الباب ولم يبق له أثر اليوم"
ويذكر المؤرخ الشهير (القلقشندي) في كتابه (صبح الأعش) أبياتا من الشعر كتبها على بن محمد النيلي تتحدث عن عظمة هذا الباب, ومنها قوله:
يا صاح لو أبصرت باب زويلة ** لعلمت قدر محله بنيانا
لو أن فرعونا رآه لم يرد ** صرحا ولا أوصى به هامانا
ومن أهم الأحداث التي حدثت عند باب زويلة شنق طومان باي... يقول المؤرخ ابن إياس وهو شاهد عيان على ماحدث:
عند باب زويلة توقف ركب السلطان الأسير طومان باي.. كان في حراسة 400 جندي.. وكان مكبلا فوق فرسه.. وكان الناس في القاهرة قد خرجوا ليلقوا نظرة الوداع على سلطان مصر..وتطلع طومان باي إلى (قبو البوابة) فرأى حبلا يتدلى, فأدرك أن نهايته قد حانت.. فترجل.. وتقدم نحو الباب بخطى ثابتة.. ثم توقف وتلفت إلى الناس الذين احتشدوا من حول باب زويلة.. وتطلع اليهم طويلا.. وطلب من الجميع أن يقرأوا له الفاتحة ثلاث مرات.. ثم التفت إلى الجلاد, وطلب منه أن يقوم بمهمته.
وقد ظلت جثته معلقة ثلاثة أيام ثم دفنت في قبة السلطان الغوري، وبموته انتهت دولة المماليك وسقطت الخلافة العباسية، واستتب الأمر للسلطان سليم بمصر والشام, وأصبحت مصر ولاية عثمانية.
الطرائف التى أطلقها العامة على باب زويلة
أن باب المتولي نسب إلى شيخ تناولت كراماته الحكايات مثل الأساطير حيث قالوا أنه كان يطير من القاهرة إلى مكة ويعود دون أن يراه أحد وكان الناس يقصدونه من أجل التبرك وتلبية الحاجات حيث كانوا يقومون بكتابة العرائض والشكاوى ويدسون أوراقها بين خشب الباب ومساميره ... ومن أهم القطع الاثرية التى مازالت موجودة في االبوابة القارب الخشبي الملون المعلق فوق باب زويلة ، وكان يعتقد بأنه قارب الخير والبركة الذى ينطلق منه المتولي بلا انقطاع ويفيض بخيره على كل من يعبر البوابة الخشبية الضخمة.
صور مختلفة لباب زويلة