محمد فاكس
عدد المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 25/07/2009
| موضوع: درس في طائرة صينية الجمعة أغسطس 28, 2009 4:03 pm | |
| color=olive] درس في طائرة صينية
لن أنسى أبدا ذلك الموقف عندما كنت بين السماء والأرض! كنت وصديقي في رحلة
إلى الصين، وكنا في قلب الطائرة، والطائرة في قلب السماء في وقت متأخر جدا من
الليل، ننتظر وقت الفجر، وجميع الموجودين في الطائرة في حالة سكون تام. إذ يبدو
أن أكثرهم قد ناموا أو مقبلين على النوم، وقد مضت نحو أربع ساعات من الرحلة
ونحن مقبلين على أربع ساعات قادمة فالجميع متهادئ والسكون يملأ المكان.
وبينما نحن كذلك إذ نسمع صوت الأذان بصوت ندي: الله أكبر، الله أكبر! الحقيقة أنني
تفاجأت! خرجت من مكاني واتجهت إلى اتجاه الأذان فإذا بأحد الموجودين في الطائرة -
جزاه الله خيرا - لما وجد أن الساعة قد أشارت إلى وقت صلاة الفجر خرج من مقعده
واستأذن إحدى المضيفات وذهب إلى منطقة متسعة من الطائرة ورفع صوته بالأذان.
لم أكن أتوقع أنه يوجد في تلك الطائرة مسلم إلا أنا وصاحبي! فلما سمعت صوت الأذان
قلت الحمد لله يوجد مسلم ثالث معنا في الطائرة.
رجعت لأخبر صاحبي أن هناك شخص يريد أن يقيم الصلاة، لكن لم أكد أصل إليه إلا
والناس يخرجون من بين المقاعد! من هنا يخرج اثنين ومن هناك ثلاثة ومن هناك
أربعة.. فامتلأ المكان بمجموعة يصلون! خرجت وصاحبي ولما وصلنا إلى مكان المؤذن
وإذا به قد أقام الصلاة وبدأ يصلي، والمكان قد امتلأ بالمصلين ونحن لا مكان لنا، فوقفنا
ننتظر.
وبينما أنا انتظر وأرقب ذلك المشهد الرائع الجميل، صلاة في قلب الطائرة، والطائرة في
قلب السماء، وإذا بمضيفة واقفة تراقب المشهد بتأمل عميق وسكون شديد! تراقبهم في
ركوعهم وسجودهم! ويبدو أنها من شرق أوروبا.. استوقفني تأمل المضيفة فاتجهت
إليها وسألتها حول مدى إعجابها بهذا المشهد... فأبدت لي إعجابا غير عادي.. وبدأت
تحدثني كيف جاء هذا الشخص واستأذنها! في الوهلة الأولى تعجبت منه لأنه لم يحدث
مثل هذا الموقف من قبل، وبالفعل استأذنت من كابتن الطائرة ثم أذنت له بذلك. وقالت
إنها أذنت له بسبب خلقة الجم وأدبه العالي عندما استأذن. وتتابع: والآن المشهد مذهل
للغاية.....
لأول مرة أشاهد هذه الصورة! أناس يصلون.. أنا أسمع عن المسلمين وتأتيني الأخبار
أن المسلم هو شخص ربما يكون أكثر قدرة على أن يخطئ في حق الآخرين. لكن الآن
أنا أرى شيئا مختلفا... أرى أن هذه الصلاة التي يصلونها تعبر عن هدوء من الداخل!
تعبر عن سلام! تعبر عن حنينية! تعبر عن وئام! هذا ما أراه الآن في هذا المشهد من
الصلاة!
كانت تتحدث وكنت أريد أن أبحث عن نقاط التأثر لديها.. وبالفعل عندما بدأت استغل نقاط التأثر عندها قالت: أنا الآن ومن هذه اللحظة سأبدأ أفكر
وبشكل جاد كيف يمكن أن أكون مسلمة في يوم من الأيام.
ذلك المشهد لن أنساه! ما أجمل ذلك الشخص الذي رفع الأذان في الطائرة! لقد علمني أن أكون مبادرا لأتقمص نجاحه وأصل إلى ما وصل إليه!
وانا بقول دا مش درس واحد
دول دروس كتير اوى
[/color] | |
|