أيها الناس اتقوا الله تعالى وأقيموا الصلاة أقيموها على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال
صلوا كما رأيتموني أصلي) وأعلموا أنه ما من إنسان إلا وهو خطأ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل إنسان يؤدي العبادة فلابد أن يكون فيها شيء من النقص أما في فعل ما لا ينبغي أن يفعل, وإما في ترك ما ينبغي أن يفعل ولكن الله بفضله جعل لكل فريضة نافلة من جنسها فللصلوات
المفروضة نوافل تكملها وللزكاة المفروضة صدقات تكملها وللصيام المفروض صيام يكمله وللحج المفروض حج يكمله وهذا من نعمة الله علينا لأن النقص الذي يحصل في الفرائض تكمله هذه النوافل فمن النوافل التي تتبع الفرائض الرواتب التابعة لها وهي ركعتان قبل الفجر وهاتان الركعتان قال فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) هاتان الركعتان خير من الدنيا وما فيها ليست الدنيا التي تبقى فيها وتعيش ولكنها الدنيا كلها من أولها إلى أخرها هاتان الركعتان خير من الدنيا وما فيهما وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يخففهما ولا يطيل فيهما , وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الركعة الثانية قل هو الله أحد وذلك بعد الفاتحة وربما قرأ في الركعة الأولى قوله تعالى: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ) إلى أخر الآية في سورة البقرة وفي الركعة الثانية: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ) إلى أخر الآية في سورة آل عمران.
ومن الرواتب أربع ركعات قبل صلاة الظهر وبعد الأذان يسلم من كل ركعتين وركعتان بعد صلاة الظهر فهذه ست ركعات تابعة للظهر المغرب راتبتها تكون ركعتين بعدها والعشاء الآخرة تكون ركعتين بعدها فهذه أثنتا عشرة ركعة أما صلاة العصر فليس لها راتبة قبلها فاحرصوا أيها المسلمون على هذه الرواتب لتكملوا ما نقص من فرائضكم واختموا صلاة الليل بالوتر وأقله ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة فمن أوتر بركعة فقد أتى بالوتر ومن أوتر بثلاث كان أفضل فإن شاء سلم من ركعتين ثم أتى بالثالثة وإن شاء سردها جميعاً بتشهد واحد وسلام واحد
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاتته صلاة الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة وعلى هذا فإذا فاتك في الليل فصله من النهار ولكن صله شفعا فإذا كان من عادتك أن توتر ثلاثة مثلا فصلي أربعا وإذا كان من عادتك أن توتر بخمس فصلي ست إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم